google.com, pub-2715080204716401, DIRECT, f08c47fec0942fa0 google.com, pub-2715080204716401, DIRECT, f08c47fec0942fa0 الأَرْبَعَةُ الحُرُم - عجبني الأَرْبَعَةُ الحُرُم

القائمة الرئيسية

الصفحات

https://www.agbne.com/

 بسم الله الرحمن الرحيم

الأَرْبَعَةُ الحُرُم

كان العربُ قبل الإسلام يُقسِّمون شهور السنة إلى قسمين: أربعة أشهر حرم، مقدسة، يعظمونها ولا يستبيحون فيها القتال ولا الظلم ولا البغي. وباقي الأشهر ليس لها هذا الحكم يستباح فيها القتال والغزو والكر والفر. وكانت الأشهر الحرم هُدنة للعرب يستريحون فيها من عناء القتال، بل كانوا يحرمون القتال فيها، حتى لو لقي الرجل منهم قاتل أبيه لم يَتعرَّض له بسوء. ومع مجيء الإسلام استمرت حرمة هذه الأشهر قائمة حتى الآن وإلى يوم القيامة، فزادها الله تعظيمًا، ونهى المسلمين عن انتهاك حرمتها، فقال تعالى عنها: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ) [التوبة:37]. وسبب نزول الآية أن المشركين كانوا يتلاعبون بأشهر السنة، فمنهم من جعل السنة ثلاثة عشر شهرًا، ومنهم من يؤخر شهر المحرم إلى صفر، وصفر إلى ربيع الأول، وربيع الأول إلى الثاني. فأبطل الله عز وجل هذا التلاعب وجعل عدة الشهور اثنا عشر شهرًا، وجعل منها أربعة حُرُم. وقد بيَّن النبي صلي الله عليه وسلم أن تأخير الشهور وإبدالها وإلغاءها أمرٌ مُحَرَّم في الإسلام. أخرج البخاري عن أَبي بَكْرَةَ نُفَيْعِ بنِ الحارثِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وَذُو الحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى، وَشَعْبَانَ» كما بيَّن صلى الله عليه وسلم في السَّنَةِ التي حجَّ فيها حجَّة الوداع أن شهر ذي الحجة في هذا الوقت فاحفظوه واجعلوا الحج فيه ولا تبدلوا شهرًا مكان شهر كما كان يفعل أهل الجاهلية. وسُمِّيَت الأشهر الحرم بهذا الاسم لزيادة حرمتها، وعظم الذنب فيها، ولأن الله سبحانه وتعالى حرَّم القتال فيها، قال تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ) [البقرة/217]. وحرمةُ الأشهر الحرم ثابتةٌ منذ عهدِ سيدنا إبراهيم عليه السلام كما ورد في شريعته، واستمرت القبائل في شبهِ الجزيرة العربية على تحريم القتال على نفسها خلال هذه الأشهر على مر السنين والعصور، بهدف تسهيل سير القوافل التجارية في مواسم الحج نحو مكة - مع وجود بعض القبائل العربية التي أحلت لنفسها القتال وخوض الحرب في هذه الأشهر- ومع مجيء الإسلام استمرت حرمة هذه الأشهر قائمة حتى الآن وتمتد إلى يوم القيامة.

  قال قتادة في قوله: (فلا تظلموا فيهن أنفسكم) إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرا، من الظلم فيما سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيما، ولكن الله يعظم من أمره ما يشاء. قال: إن الله اصطفى صفايا من خلقه، اصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس رسلا واصطفى من الكلام ذِكْره، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليالي ليلة القدر، فعظموا ما عظم الله، فإنما تعظم الأمور بما عظمها الله به عند أهل الفهم وأهل العقل.

وقال محمد بن إسحاق: (فلا تظلموا فيهن أنفسكم) أي: لا تجعلوا حرامها حلالا ولا حلالها حراما، كما فعل أهل الشرك، فإنما النسيء الذي كانوا يصنعون من ذلك زيادة في الكفر (يضل به الذين كفروا) الآية [التوبة: 37]

 قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا) الآية.. (فلا تظلموا فيهن أنفسكم في كلهن، ثم اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حراما، وعظّم حرماتهن، وجعل الذنب فيهن أعظم، والعمل الصالح والأجر أعظم.

 ...............................

 منقول من/ مركز الأزهر العالمي للفتوى الإليكترونية، تفسير ابن كثير-بتصرّف.


أنت الان في اول موضوع

تعليقات

التنقل السريع