بسم الله الرحمن الرحيم
الغراب والثعلب
جثم الغراب على غُصْنٍ سنديانة وبمنقاره قرص من الجبن.
نشق الثعلبُ الرائحة الزكية؛ فوجّه اليه
معسول الكلام بقوله:
يا أمير الغربان، في هذه الأصقاع لم نرَ قطُّ
وجهاً أجمل من محيّاك، فإن كان صوتك في التغريد يضاهي حُسنَ وجهِك، ولو بعضَهُ،
لقلتُ إنك العنقاء في غابنا هذه!
سُرّ الغراب لذلك القول وازدهى، وقرّرَ الكشفَ عن روعةِ صوتِهِ، وفتحَ مِنقارَهُ -فسقطت الجبنة منه- والتقطها
الثعلب على الفور.
وقال له: (اعلم يا سيّدي أنّ المُتَمَلِّقِينَ
يعيشون على الذين يبْلَعُونَ مَدِيحَهُم، وليسَ قرص الجُبن بالثمنِ الباهظِ لقاءَ
نصيحةٍ قيّمَةٍ كهذه).
خجل الغراب من وقوعه فريسة سهلة للثعلب
وأقسم، ولو متأخرا، أنه لن يُلْدَغَ منه مرّتين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حكاية من
كتاب: (حكايات من لافونتين)
تعليقات
إرسال تعليق