بسم الله الرحمن الرحيم
البطة والأسد
في بحيرة البط يسبح البط
الأسود والبط الأبيض والبط ذو الرقبة الخضراء.
أراد البط أن تكون له
ملكة من البط.
طلبت البطة (لالا) من
البط أن يختارها لأن ريشها يجمع اللونين الأبيض والأسود فهي أجمل بطة.
اختار البط البطة لالا
ملكة له.
قالت البطة لالا: غداً
عندما يأتي ملك الغابة ليشرب من البحيرة سأكلمه كملكة مثله وأطلب منه أن يشرب في
هدوء ولا يخيف البطات.
قالت البطة ذات الرقبة
الخضراء الحكيمة:
حتى لو كنتِ ملكة لا يمكن
أن تكلمي ملك الغابة وتطلبي منه ما هو ضد طبيعته!
لا بد أن تهرب البطات
وتختفي عندما يظهر ملك الغابة حتى لا يأكلها!
قالت البطة الملكة:
لا، كان هذا قبل أن أصبح
أنا ملكة، الملوك يسمعون لبعض.
لم تستمع البطة الملكة
لالا لنصيحة البطة الحكيمة، وعندما جاء الأسد ليشرب من البحيرة قالت في نفسها: بما
إنه لا يضع التاج فوق رأسه فسأتواضع أنا أيضاً ولن أرتدي التاج أمامه.
وقفت لالا أمام الأسد
ورفعت رأسها عالياً لتكون مساوية لرأس الأسد وأخذت تحدثه!
قالت البطة لالا:
مرحباً يا ملك الغابة،
أنا الملكة لالا ملكة البط؛ إنه من الرائع أن يتحدث الملوك مع بعضهم البعض، أرجو
أن لا تزعج البطات وأنت تشرب لأن هذا هو طلبي منك كملكة، وأنا أعرف أن الملوك لا
يرفضون طلب الملوك مثلهم.
نظر الأسد بتعجب شديد
لهذه البطة الحمقاء المغرورة التي تقف أمامه وأخذ يفكر: ما الذي جعلها غبية هكذا؟
كانت البطة الملكة لالا
تنظر للأسد وقد وقف دون أن يتحرك وهو ينظر لها مدة طويلة، وتقول في نفسها: ياه!
لقد انبهر بجمالي! تبدو الحياة ملونة وجميلة عندما تكون مكانتي مثل الأسد تماماً:
أنا ملكة مثل ما هو ملك، عليه أن يستمع لكلامي الآن وحينها سأتباهى أمام جميع
البطات دائماً بشجاعتي وليس بجمالي فقط.
لكن ما إن انتهت البطة
من أحلامها الوردية حتى تفاجأت بالأسد يهجم عليها ويأكلها في لقمة واحدة!
صرخت البطات المختبئات
من الخوف ومن المفاجأة!
أكل الأسد البطة
المغرورة وشرب وغادر البحيرة.
بكت البطات على البطة
لالا، لكنهن صدقن البطة الحكيمة وعرفن أن لكل شيء طبيعة، وأن الطبيعة لا تتغيّر
بمجرد الكلام، فلن يصبح الأسد صديقاً للبط لأنه أصبح لديه ملكة! لأن ملكة البط
ليست مثل ملك الغابة.
ومن حينها اختار البط
البطة ذات الرقبة الخضراء الحكيمة لتكون ملكتهم لتحافظ عليهم، وقد تعلموا من قصة
البطة لالا أن الغرور يؤدي للهلاك، حتى إنهم كتبوها في قصة ليعلموها لأبنائهم
وسموها:
قصة البطة التي ظنت أنها
شجاعة.
وظلت الأمهات يقصصن
القصة على صغارهن دوماً حتى لا يكونوا مثل ملكة البط المغرورة.
فكان الصغار يكبرون وهم
يحفظون القصة ويذكِّرون بعضهم أن لا يقتربوا من الغرباء، ويقولون لبعضهم حتى بعد
أن أصبحوا شباباً:
انتبه
حتى لا تكون مثل لالا المغرورة.
تعليقات
إرسال تعليق