google.com, pub-2715080204716401, DIRECT, f08c47fec0942fa0 google.com, pub-2715080204716401, DIRECT, f08c47fec0942fa0 آراء وفلسفة ماريا منتسوري التعليمية - عجبني آراء وفلسفة ماريا منتسوري التعليمية

القائمة الرئيسية

الصفحات

آراء وفلسفة ماريا منتسوري التعليمية

https://www.agbne.com/

 

بسم الله الرحمن الرحيم

آراء وفلسفة ماريا منتسوري التعليمية

 

ماريا منتسوري Maria Montessori(1870 – 1952)

ولدت ماريا في كيار افالي في مقاطعة مارسن بإيطاليا عام (1870)، وقد أظهرت تفوقاً بمادة الرياضيات في دراستها الابتدائية، ودرست الهندسة في أحد المعاهد الفنية ثم أكملت دراستها العليا بكلية الطب وتخصصت في طب الأطفال واسترعى اهتمامها الأطفال المتخلفين عقليا، فعمدت إلى قراءة مؤلفات كل من "أتيارد" و"سيجان" بهذا الشأن وأطلعت على آراء كل من "بستالوزي وفروبل" حول تربية الأطفال وتعليمهم وقامت بإجراء بعض التجارب لتعليم الأطفال ذوي الإعاقات العقلية بتطبيق بعض نظرياتها مما أسفر عن نتائج إيجابية لمست تقدما في استجابة الأطفال للتعليم بشكل كبير.

ثم قضت بعد ذلك مدة سنتين في تربية الأطفال ضعاف العقول في إحدى المدارس (مدرسة أورتزنيسكا) وقد نجحت في هذا الميدان نجاحاً باهراً، وقد أدهشت النتائج التي حصلت عليها الكثير من المربين وعلماء النفس في عصرها، وإثر نجاحها في هذا المجال عمدت إلى إجراء بعض التعديلات في طريقتها التربوية حينما عهد إليها الإشراف على بيوت الأطفال Case Bambini التي أنشئت في مناطق العمال السكنية حيث طبقت أفكارها وآراءها التربوية التي استخلصتها من تربية الأطفال غير العاديين والتي تعتمد في أساليبها وطرقها على ميول الأطفال ورغباتهم والاهتمام بصحتهم ونشاطهم الجسمي وتربيتهم الخلقية، وتراوح عمر هؤلاء الصغار بين الثالثة إلى السابعة، ثم اشتهرت منتسوري وذاع صيتها في جميع أنحاء العالم مما أدى إلى تطبيق طريقتها وأساليبها في العديد من الدول كالولايات المتحدة (1910)، وفرنسا (1911) وسويسرا وألمانيا وغير ذلك من إنشاء بيوت أخرى، الأمر الذي جعلها تلجأ إلى تدريب بعض المربيات للعمل معها كمساعدات في تلك المدارس وفي الدول الأوربية الأخرى.

 

أهم آرائها وفلسفتها التربوية

-1 تستند التربية عند منتسوري على مبدأ الذاتية أي تربية الفرد نفسه بنفسه.

-2 أكدت منتسوري أن نمو المواهب والاستعدادات عند الأطفال تتم في جو من الحرية فالنشاط الحر للطفل هو الأساس في تكوينه الطبيعي، بطريقة تدريب الأطفال على الانضباط وتعويدهم الاعتماد على أنفسهم.

-3 رأت منتسوري أن تعليم الطفل لابد أن يكون فردياً، بمعنى أن يقوم كل طفل بما يشاء من الأعمال وفقاً لرغباته وميوله. وأن لا يكون التعليم مشتركا إلا في بعض الدروس مثل دروس الغناء والموسيقى والسكوت (الصمت).

-4 أن لتربية الحواس أهمية في تربية الطفل؛ إن نمو الحواس يتقدم ويولِّد الأعمال العقلية الرقيقة ويكون هذا النمو عند الطفل من سن الثالثة إلى سن السابعة في مرحلة نشوئه الأولى.

 -5 رأت منتسوري أن البيئة لها تأثير كبير على نمو الطفل وتعليمه، وأن البيئة تقدم العناصر التي تساعد على النمو العقلي والجسمي للطفل أكثر من غيرها، وحرصت على أن تكون البيئة التربوية غنية بالمواد والعناصر.

-6 إن المعلمة عند منتسوري هي مرشدة فقط، تترك الطفل يفعل ما يشاء بناء على مبادئ الذاتية والحرية والفردية التي اعتمدتها منتسوري في عملية تعليم الطفل، لذا فإن دورها ينحصر في توفير الأجهزة والوسائل التي تثير اهتمام الطفل وانتباهه ولا يجوز لها أن تتدخل في أعمال الطفل.

 

  التطبيقات التربوية عند منتسوري

قامت منتسوري بإعداد برنامج خاص يهدف إلى تنمية جميع جوانب نمو الطفل (العقلية، الجسمية، النفسية، الاجتماعية)، وقد تم تنمية توزيع محتويات هذا البرامج على ثلاثة مستويات عمرية تنفذ باتباع الطرق التالية:

طرق لممارسة الحياة اليومية لعمر الثلاث سنوات.

طرق لتدريب الحواس لعمر الأربع سنوات.

طرق لتعليم القراءة والكتابة لعمر الخمس سنوات.

 

أولاً: ممارسة حياتية

تدريب الأطفال على غسل أيديهم ووجوههم بأحواض صغيرة.

تدريب الأطفال على تنظيف الأظافر والأسنان وتمشيط الشعر.

التدريب على خلع الملابس ولبسها وكذلك فك الأربطة وربطها.

القيام بعمليات التنظيف والترتيب لحجرات الدراسة.

العناية بالحيوانات والطيور وحديقة المدرسة.

 

ثانياً: تدريب الحواس

ركزت على تنمية الحواس وتدريبها كأساس للتعليم، فابتكرت من أجل ذلك مجموعة من الأجهزة والمواد التعلمية لتحقيق هذا الغرض من أجل تعليم الأطفال وإكسابهم الخبرات العقلية والذهنية في حدود الطاقات والقدرات التي يتمتعون بها.

وتتكون الأجهزة من المواد التالية:

1-صندوق من الخشب به عشر فتحات مختلفة في العمق والشكل، ولكل فتحة اسطوانة خاصة بها يقوم الطفل بإخراجها من الصندوق وإدخالها في أماكنها وهو مفتح العينين مرة ومغمض العينين مرة أخرى، ويتمكن الطفل بواسطة هذا الصندوق من إدراك الأشكال المختلفة وتمييز الأحجام واكتساب القدرة على دقة الملاحظة.

2- قضبان من الخشب ذات أطوال مختلفة تتراوح ما بين (1 - 10 سم)، وكل قضيب مقسم إلى عشرة أقسام متساوية لكل منها لون مختلف (أحمر، أزرق، أصفر)، ومنه يتعلم الأطفال العد القياسي والمقارنة والألوان.

3- أطر من الخشب عليها قطعة من القماش بها أزرار وعروات وأربطة يتدرب الأطفال بواسطتها على كيفية تزرير وفك الأزرار وربط أربطة الأحذية وفكها.

4- البندول : وهو عبارة عن جهاز به كرات مطاطية تعلق بواسطة خيوط يقوم الأطفال بقذفها واللعب بها من أجل تدريب أذرعتهم وأجسامهم وظهورهم.

5 - الأشكال الهندسية المعدنية: وهي مجموعة من الأشكال لها فتحات هندسية يتدرب الطفل على وضعها في المكان المخصص لها على لوحة الجهاز التي صممت على ورق مقوى بألوان متعددة يحاول الطفل تصنيف هذه الأشكال كل على انفراد.

6- المكعبات: وهي عبارة عن مكعبات خشبية مختلفة الأطوال والأحجام، يكون منها الأطفال أبراحاً متدرجة.

7- تمارين للتدريب على الألوان: هي مجموعة من الأوراق والقطع الملونة باللون الأزرق والأحمر والأصفر، تقوم المعلمة بتدريب الأطفال على معرفة الألوان من خلال تدريبات معينة.

8- التدريب على اللمس: وهي مجموعة من الأوراق تتفاوت من حيث الخشونة والنعومة، يقوم الأطفال بلمسها والتعرف على الصفة الخاصة بها ( ناعم ، خشن ، .....إلخ).

9- التدريب على الحرارة: وهي عملية نقل أيدي الأطفال بين الماء البارد والماء الحار والفاتر، ومن خلال عملية اللمس يدرك الطفل الفرق بين درجات الحرارة.

10- التدريب على السمع: وهي صناديق بها رمل أو حصى أو حبوب يقوم الأطفال بهزها من أجل التعرف على الأصوات واختلافها، كما أن هناك مجموعة من الأجزاء أو الفوانيس لتدريب السمع على الأصوات والموسيقى.

 

ثالثاً : تعليم القراءة والكتابة

تأتي مرحلة تعليم هاتين المهارتين (القراءة والكتابة) عند منتسوري بعد تربية الحواس، وتبدأ مهارة تعلم القراءة أولاً لسهولة تدريب العضلات وتشكلها في هذه السن، يتم ذلك على نماذج من الخشب كتب عليها الحروف الهجائية بصورة بارزة، وهنا تستخدم حاسة اللمس، بحيث يطلب من الأطفال المرور بأصابعهم فوق الحروف فيتعلمون كيفية نطقها بصوت واضح. ثم التدريب على كتابتهم في الهواء أو على الرمل أو بالصلصال أو على السبورة، ثم بالكراسات، ويكرروا هذا العمل عدة مرات وعيونهم مقفلة أو مفتوحة حتى ترسخ صورة الأحرف في عقولهم.

أما المرحلة الثانية، فيتم التعلم فيها من خلال حاسة البصر بعرض الحروف على الأطفال وهي مكتوبة على الورق، وهنا تبدأ مرحلة القراءة التي تستخدم فيها حاسة السمع وتستعمل الطريقة الصوتية في تعلمها، وتبدأ القراءة بأسماء الأشياء المعروفة الموجودة في حجرة الدراسة التي تسهل على الطفل عملية القراءة من خلال معرفته بكيفية نطق الحروف مسبقاً، بحيث يعطي الطفل بطاقة كتب عليها اسم الشيء فيعتمد على ترجمة العلامات المكتوبة إلى أصوات من خلال معرفته السابقة بنطق الحروف، وهنا تدربه المعلمة على سرعة القراءة، وفهم مدلول الكلمة فيضع البطاقة بجوار الشيء الذي يحمل الاسم. وهكذا اتبعت منتسوري الطريقة الجزئية في تعلم القراءة.

أما تعلم الحساب فيتم من خلال العد على جهاز خشبي له قضبان عشرة ذات خرز ملون ومنه يتعلم الطفل الجمع والطرح بصورة بسيطة باستغلال ميل الطفل لهذه العمليات ورغبته في تعلمها.

وهكذا قدمت "منتسوري" أفكاراً وآراءً قابلة للتطبيق، مما كان سبباً في تقدم الفكر التربوي في العصر الحديث.

 .............................................

  من كتاب/ محاضرات في تاريخ تربية الطفل..  إعداد د/ ياسمين فتحي إبراهيم الصايغ

 

تعليقات

التنقل السريع