بسم الله الرحمن الرحيم
هل هناك أرض أخرى؟
قال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ
سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ
لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ
أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) الطلاق/12
قال سبحانه: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى
الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ﴾ [يونس: 3].
قال سبحانه وتعالى: ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ
السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ﴾ [الإسراء: 44].
قال تبارك وتعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَوْا
كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ﴾ [نوح: 15].
قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ
اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ
عَلِيمٌ ﴾(سورة البقرة: الآية 29)
قال تعالى: ﴿ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأرْضَ فِي
يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ
فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا
فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى
السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ
كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي
يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ
الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴾
[فصلت: 9-12].
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: "من ظلم قِيدَ شبر من الأرض، طُوِّقه من سبع أرضين"؛
رواه البخاري (2453)، ومسلم (1612).
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يأخذ أحدٌ شبرًا من الأرض بغير حقه، إلا
طَوَّقه الله إلى سبع أرضين يوم القيامة"؛ رواه مسلم (1611).
عن صهيب رضي الله عنه: "أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم لم يرَ قرية يريد دخولها إلا قال حين يراها: اللهم رب
السماوات السبع وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب
الرياح وما ذرين، فإنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها، ونعوذ بك من شرها وشر
أهلها وشر ما فيها"؛ رواه النسائي في الكبرى (8775).
عن عبد الله بن مسعود رضي
الله عنه قال: "ما بين كل سماء إلى أخرى مسيرة خمسمائة عام، وما بين السماء
والأرض مسيرة خمسمائة عام، وما بين السماء السابعة إلى الكرسي مسيرة خمسمائة عام،
وما بين الكرسي إلى الماء مسيرة خمسمائة عام، والعرش على الماء، والله على العرش، ويعلم
أعمالكم"؛ رواه ابن خزيمة في "كتاب التوحيد" (1/ 242)، والطبراني
في "المعجم الكبير" (8987)، والبيهقي في "الأسماء والصفات"
(851)، وغيرهم، بإسناد حسن.
قال السعدي - رحمه الله -:
وقوله: ﴿ ثُمَّ
اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ﴾
﴿ اسْتَوَى ﴾ ترد في القرآن على ثلاثة معاني: فتارة لا
تعدى بالحرف، فيكون معناها، الكمال والتمام، كما في قوله عن موسى: ﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى ﴾ وتارة تكون بمعنى
"علا "و "ارتفع "وذلك إذا عديت بـ "على "كما في
قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى
الْعَرْشِ ﴾ ﴿ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ﴾ وتارة تكون بمعنى
"قصد "كما إذا عديت بـ "إلى "كما في هذه الآية، أي: لما خلق
تعالى الأرض، قصد إلى خلق السماوات ﴿ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ﴾
فخلقها وأحكمها، وأتقنها.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
"وأما الأرض فإنها جاءت بلفظ الإفراد في القرآن، وجاءت في السنة بلفظ
الجمع؛ وعددها سبع: جاء ذلك في صريح السنة، وفي ظاهر القرآن؛ ففي ظاهر القرآن:
(اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنَّ)؛ لأن
المماثلة في الوصف متعذرة؛ فلم يبق إلا العدد" انتهى . "تفسير سورة
البقرة" (3/436) .
ذهب جمهور المفسرين - كما نقله عنهم القرطبي - إلى أنها سبع أرضون طباقًا
بعضها فوق بعض، بين كل أرض وأرض مسافة كما بين كل سماء وسماء، ورجحه القرطبي وابن
كثير والشوكاني؛ [يُنظر: تفسير القرطبي، (18/ 174، 175)، البداية والنهاية لابن
كثير، (1/ 39)، تفسير الشوكاني، (5/ 295).
قال الحافظ أبو بكر بن مردويه في (تفسيره): أخبرنا
سليمان بن أحمد الطبراني، أنبأنا عبد الله ابن وهيب المغربي، أنبأنا محمد بن أبي
سري العسقلاني، أنبأنا محمد بن عبد الله التميمي، عن القاسم بن محمد الثقفي، عن أبي
إدريس الخولاني، عن أبي ذر الغفاري أنه سأل رسول الله ﷺ عن الكرسي، فقال رسول الله
ﷺ:
"والذي نفسي بيده ما السموات السبع والأرضون السبع
عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على
تلك الحلقة".
قال تعالى: (ومن
آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير)
{سورة الشورى: 29}
قال
تعالى: (الَّذِينَ
يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ
فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا
سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)آل
عمران191
تعليقات
إرسال تعليق