google.com, pub-2715080204716401, DIRECT, f08c47fec0942fa0 google.com, pub-2715080204716401, DIRECT, f08c47fec0942fa0 فضل ليلة القدر والعشر الأواخر من رمضان - عجبني فضل ليلة القدر والعشر الأواخر من رمضان

القائمة الرئيسية

الصفحات

فضل ليلة القدر والعشر الأواخر من رمضان

https://www.agbne.com/

 

بسم الله الرحمن الرحيم

فضل ليلة القدر والعشر الأواخر من رمضان

فضل العشر الأواخر

جاء في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم ” كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره ” البخاري (1920) ومسلم (1174) زاد مسلم وجَدَّ وشد مئزره. وقولها: ” وشد مئزره ” كناية عن الاستعداد للعبادة والاجتهاد فيها زيادة على المعتاد، ومعناه التشمير في العبادات. وقولهم ” أحيا الليل ” أي استغرقه بالسهر في الصلاة وقراءة القرآن وتدبّر معانيه، وطلب المغفرة والرضوان. وقد جاء في حديث لعائشة رضي الله عنها: ” لا أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ القران كله في ليلة ولا قام ليلة حتى الصباح ولا صام شهرا كاملا قط غير رمضان” سنن النسائي (1641)

اختصاص الاعتكاف في العشر الأواخر بزيادة الفضل على غيرها من أيام السنة، والاعتكاف لزوم المسجد لطاعة الله تعالى، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف هذه العشر كما جاء في حديث أبى سعيد أنه اعتكف العشر الأول ثم الوسط، ثم أخبرهم انه كان يلتمس ليلة القدر، وانه أُريها في العشر الأواخر، وقال: (من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر).

وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله.

ويسن للمعتكف الاشتغال بالطاعات.

 ومن فضائل هذه العشر وخصائصها ومزاياها أن فيها ليلة القدر.


فضل ليلة القدر

1-   أول فضلها أنه نزل فيها القرآن، قال ابن عباس وغيره: أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العِزّة من السماء الدنيا، ثم نزل مفصلاً بحسب الوقائع في ثلاثٍ وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. تفسير ابن كثير 4/529، قال الله تعالى: (حم. والكتاب المبين. إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين. فيها يفرق كل أمر حكيم. أمراً من عندنا إنا كنا مرسلين. رحمة من ربك إنه هو السميع العليم) سورة الدخان الآيات 1-6 فقد صحَّ عن جماعة من السلف منهم ابن عباس وقتادة وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وغيرهم أن الليلة التي أنزل فيها القران هي ليلة القدر.

2-     وصْفُها بأنها خير من ألف شهر في قوله: (ليلة القدر خير من ألف شهر) سورة القدر الآية/3

3-   ووصفها بأنها مباركة في قوله: (إنا أنزلنه في ليلة مباركة) سورة الدخان الآية3.

4-    أنها تنزل فيها الملائكة، والروح ـ أي يكثر تَنَزُّل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها ـ والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن، ويحيطون بحِلَق الذِّكْر، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق تعظيماً له ـ أنظر تفسير ابن كثير 4/531 ـ والروح هو جبريل عليه السلام وقد خصَّه بالذكر لشرفه.

5-     ووصفها بأنها سلام، أي سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا أو يعمل فيها أذى كما قاله مجاهد أنظر تفسير ابن كثير 4/531، وتكثر فيها السلامة من العقاب والعذاب بما يقوم العبد من طاعة الله عز وجل.

6-       (فيها يفرق كل أمر حكيم) أي تقدّر في تلك الليلة مقادير الخلائق على مدى العام، فيكتب فيها الأحياء والأموات والناجون والهالكون والسعداء والأشقياء والعزيز والذليل والغنى والجدب وكل ما أراده الله تعالى في تلك السنة. والمقصود بكتابة مقادير الخلائق في ليلة القدر -والله أعلم – أنها تنقل في ليلة القدر من اللوح المحفوظ، وقوله: (فيها يفرق كل أمر حكيم) الدخان /4، أي يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكَتَبَة أمرُ السَّنةِ وما يكون فيها من الآجال والأرزاق، وما يكون فيها إلى آخرها، كل أمر محكم لا يبدل ولا يغير ـ انظر تفسير ابن كثير 4/137،138 ـ وكل ذلك مما سبق علم الله تعالى به وكتابته له، ولكن يُظهر للملائكة ما سيكون فيها ويأمرهم بفعل ما هو وظيفتهم ـ شرح صحيح مسلم للنووي 8/57 ـ

7-    أن الله تعالى يغفر لمن قامها إيماناً واحتساباً ما تقدم من ذنبه، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه. وقوله: (إيماناً واحتساباً) أي تصديقاً بوعد الله بالثواب عليه وطلباً للأجر لا لقصد آخر من رياء أو نحوه. فتح الباري 4/251.

8-    أنزل الله تعالى في شأنها سورة تتلى إلى يوم القيامة، وذكر فيها شرف هذه الليلة وعظَّم قدرها، وهي قوله تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر. وما أدراك ما ليلة القدر. ليلة القدر خير من ألف شهر. تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر. سلام هي حتى مطلع الفجر) سورة القدر. فقوله تعالى: (وما أدراك ما ليلة القدر) تنويهٌ بشأنها، وإظهارٌ لعظمتها. (ليلة القدر خير من ألف شهر) أي: إحياؤها بالعبادة فيها خيرٌ من عبادة ثلاثٍ وثمانينَ سنةً، وهذا فضلٌ عظيم لا يقدّره قدره إلا رب العالمين تبارك وتعالى، وفي هذا ترغيب للمسلم وحث له على قيامها وابتغاء وجه الله بذلك، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يلتمس هذه الليلة ويتحرّاها مسابقة منه إلى الخير.

 

وقت ليلة القدر

عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر) رواه البخاري 4/259. وفي الأوتار منها بالذات، أي ليالي: إحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين. فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (التمسوها في العشر الأواخر، في الوتر) رواه البخاري (1912)

وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (التمسوها في العشر الأواخر من رمضان في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى) رواه البخاري 4/260). ورجّح بعض العلماء أنها تتنقل وليست في ليلة معينة كل عام، قال النووي رحمه الله: (وهذا هو الظاهر المختار لتعارض الأحاديث الصحيحة في ذلك، ولا طريق إلى الجمع بين الأحاديث إلا بانتقالها) المجموع 6/450. وإنما أخفى الله تعالى هذه الليلة ليجتهد العباد في طلبها، ويجدّوا في العبادة، كما أخفى ساعة الجمعة وغيرها. فينبغي للمؤمن أن يجتهد في أيام وليالي هذه العشر الأواخر طلباً لليلة القدر، اقتداء بنبينا صلى الله عليه وسلم، وأن يجتهد في الدعاء والتضرع إلى الله. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت أن وافقت ليلة القدر ما أقول؟ قال : قولي : ( اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني ) رواه الإمام أحمد ، والترمذي (3513) ، وابن ماجة (3850) وسنده صحيح .

 

سبب تسمية ليلة القدر

 ذُكرت عدّة أقوالٍ في بيان سبب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم:

القول الأول: قِيل إنّ الله -تعالى- يكتب في ليلة القدر مقادير العام، وما سيجري فيه من الأحداث والوقائع؛ حكمةً منه -سبحانه-، وبياناً لإتقان صُنعه وخَلْقه.

 القول الثاني: قِيل إنّ المُراد بالقدر: الشرف، أو المكانة العظيمة، فيُقال: فلانٌ ذو قدرٍ؛ أي أنّه ذو مكانةٍ عظيمةٍ، فسميّت ليلة القدر بذلك؛ لأنّها ذات مكانةٍ ومنزلةٍ عظيمتَين، وكانت خيراً من ألف شهرٍ، قال الله -تعالى- في وصفها: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ).

القول الثالث: سُمِّيت ليلة القدر بذلك؛ للأجر العظيم الذي يتحصّل عليه المسلم بسبب قيام تلك الليلة، كما ثبت في صحيح الإمام البخاري، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)، فأجر قيام ليلة القدر لا يعادله أجر قيام غيرها من الليالي، كما أنّ أجر قيامها مُتحقّقٌ بمجرّد العمل فيها دون اشتراط العلم بها.


العلامات التي تعرف بها ليلة القدر

ثبت في صحيح مسلم من حديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن من علاماتها أن الشمس تطلع صبيحتها لا شُعاع لها. مسلم (762)، وثبت من حديث ابن عباس عند ابن خزيمة، ورواه الطيالسي في مسنده، وسنده صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليلة القدر ليلة طَلْقَة، لا حارة ولا باردة، تُصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة) صحيح ابن خزيمة (2912) ومسند الطيالسي، وروى الطبراني بسند حسن من حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليلة القدر ليلة بلجة -أي مضيئة-، لا حارة ولا باردة، لا يرمى فيها بنجم -أي لا ترسل فيها الشهب-) رواه الطبراني في الكبير انظر مجمع الزوائد 3/179، مسند أحمد.

ولا يلزم أن يعلم من أدرك العشر الأواخر وقام ليلة القدر أنه أصابها، وإنما العبرة بالاجتهاد والإخلاص، سواء علم بها أم لم يعلم.

 

أفضل الأعمال في العشر الأواخر وليلة القدر

الاعتكاف والصدقة والتوسعة على النفس والأهل والجيران، تلاوة القرآن، ومُذاكرته، والتواصي به بين المسلمين، الحرص على ترديد الدعاء المأثور في ليلة القدر، فقد أرشد النبيّ -عليه الصلاة والسلام- السيّدة عائشة -رضي الله عنها- إلى الدعاء في العشر الأواخر من رمضان، وتحديداً في ليلة القدر؛ بطلب العفو والمغفرة من الله -سبحانه-، فقالت -رضي الله عنها-: (يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إن وافقتُ ليلةَ القدرِ ما أدعو قالَ تقولينَ اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي) رواه الإمام أحمد، والترمذي (3513)، وابن ماجة (3850) وسنده صحيح.

 وفّق الله جميع المسلمين لحُسن صيامها وقيامها وتقبّل منهم صالح أعمالهم.

تعليقات

التنقل السريع