بسم الله الرحمن الرحيم
أسطورة (أم الشعور)
تقول
الأسطورة أن جنيّة تحمل اسم أم الشعور تسكن ماء النيل وتخرج من الترع ليلا لتسحب
من يسير وحده على شاطئ نهر النيل وفروعه وتغرقه في الماء بالضغط على رقبته حتى
الموت وبعد استخراج جثة الغريق يظهر في عنقه أثر خنق أم الشعور له، ويرى البعض أن
أم الشعور تظهر ليلا فقط والبعض يرى أنها تظهر في الظهيرة أيضا فيحذر الفلاحون أبناءهم
من الاستحمام في الترعة في وقت القيلولة وذلك لأن أم الشعور لا تنام في الظهيرة.
و
هناك من ذهب الى القول بأن أم الشعور تمتص دماء ضحاياها اثناء نومهم.
ويقال أنها تخرج ليلاً وتستهدف الرجال، تسكن الترع وماء النيل، ويمكنها أن تسري فوقه لتخطف من يسير وحيدًا على ضفة النيل وتغرقه في الماء.
وهناك عدة اقاويل حول أصل هذه الأسطورة منها أن أم الشعور هي زوجة ابليس لأنه يسكن الماء.
وهناك من يقول أن أم الشعور خرافة مصدرها عروس النيل التي كان يُضحي بها المصريون القدماء، حيث يُعتقد أن لفظ ترعة مأخوذ من الكلمة الفرعونية تر-عا بمعنى فرع نهري جانبي، ويعتقد الريفيون أن أم الشعور تأخذ من كل قرية تطل على ترعة عريساً وعروساً في كل عام وأنها هي الجنية المرتبطة بعروس النيل التي كانت تلُقى في نهر النيل في مراسم الاحتفال بوفاء النيل.
ويعتقد المصريون أن الذي يموت مقتولاً أو غريقاً أو محروقاً يسكن مكان مصرعه جن على شاكلته فيكون المكان الطبيعي لظهور الجنية أم الشعور هو نهر النيل وفروعه حيث كانت تُلقى عروس النيل الجميلة .
أما
سبب إلقاء عروس في النيل فيقال أنه يرجع إلى أن الفراعنة كانوا يقدسون نهر النيل
ويطلقون عليه اسم الإله (حابي)..
وفي سنة من السنين لم يفِضْ النهر العظيم ولم يجُد عليهم بما اعتادوا
عليه من خير الفيضان الذي يزرعون على مياهه..
ففسّر الكهنة ذلك بأن النيل يريد زوجة حسناء! وذهبوا الى فرعون
وأخبروه بذلك فأمر بأن تجهز أجمل فتاة عذراء في برّ مصر وتُزين بأجمل زينة وتُحلّى
بأغلى الحليّ ثم تزف الى النيل في حفلٍ بهيج يحيطه طقوس الكهنة ثم تُقذف الى النيل
لكي يتخذها زوجة له!
وفعلوا
هذا وتصادف أن فاض النيل؛ فأصبحوا يفعلون ذلك كل عام حتى فتح عمرو بن العاص مصر
ووجدهم مقيمين على هذه العادة فأرسل الى الخليفة عمر بن الخطاب يستشيره ويستفتيه في
ذلك فأرسل إليه عُمر كتاباً وأمره أن يلقيه في النهر بدلاً من العروس الآدمية.
وكان الخطاب مكتوباً فيه:
) من عبد الله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين إلى نيل مصر .. إن كنت تجري
من قِبَلِكَ فلا حاجة بنا الى جريانك، وإن كنت تجري من قِبَلِ الله فأجرِ بأمر
الله (
وعندما
ألقى عمرو بن العاص هذا الكتاب في نهر النيل فاض النيل وبَطَلت تلك العادة من
يومها.
لكن ظلّت أسطورة أم الشعور تتناقلها الأجيال بكثيرٍ من التصديق
المغلّف بالخوف من ساكنة الترع المُتَرَصِّدة.
تعليقات
إرسال تعليق