بسم
الله الرحمن الرحيم
المؤمن و المرض النفسي
المؤمن
لا يعرف شيئا اسمه المرض النفسي لأنه يعيش في حالة قبول و انسجام مع كل ما يحدث له
من خير و شر.. فهو كراكب الطائرة الذي يشعر بثقة كاملة في قائدها و في أنه لا يمكن
أن يخطئ لأن علمه بلا حدود، و مهاراته بلا حدود.. فهو سوف يقود الطائرة بكفاءة في
جميع الظروف و سوف يجتاز بها العواصف و الحر و البرد و الجليد و الضباب.. و هو من
فرط ثقته ينام و ينعس في كرسيه في اطمئنان و هو لا يرتجف و لا يهتز اذا سقطت
الطائرة في مطب هوائي أو ترنحت في منعطف أو مالت نحو جبل.. فهذه أمور كلها لها
حكمة و قد حدثت بإرادة القائد و علمه و غايتها المزيد من الأمان فكل شيء يجري
بتدبير و كل حدث يحدث بتقدير و ليس في الإمكان أبدع مما كان.. و هو لهذا يسلم نفسه
تماما لقائده بلا مساءلة و بلا مجادلة و يعطيه كل ثقته بلا تردد و يتمدد في كرسيه
قرير العين ساكن النفس في حالة كاملة من تمام التوكل.
و هذا هو نفس إحساس المؤمن بربه الذي يقود سفينة المقادير و يدير
مجريات الحوادث و يقود الفلك الأعظم و يسوق المجرات في مداراتها و الشموس في
مطالعها و مغاربها.. فكل ما يجري عليه من أمور مما لا طاقة له بها، هي في النهاية
خير.
و شعاره دائما: "و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم و عسى أن
تحبوا شيئا و هو شر لكم و الله يعلم و أنتم لا تعلمون"
و هو دائما مطمئن القلب ساكن النفس يرى بنور بصيرته أن الدنيا دار
امتحان و بلاء و أنها ممر لا مقر، و أنها ضيافة مؤقتة شرها زائل و خيرها زائل.. و
أن الصابر فيها هو الكاسب و الشاكر هو الغالب.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
من مقال لـ د/مصطفى محمود
تعليقات
إرسال تعليق