بسم الله الرحمن الرحيم
الرؤيا الصادقة و أضغاث الأحلام
قال
الحافظ ابن حجر:
جميع المرائي تنحصر على قسمين :
أ. الصادقة ، وهي رؤيا الأنبياء ومَن تبعهم مِن الصالحين ، وقد تقع
لغيرهم بندور ( أي نادرا كالرؤيا الصحيحة التي رآها الملك وعبّرها له النبي يوسف
عليه السلام ) والرؤيا الصّادقة هي التي تقع في اليقظة على وفق ما وقعت في النوم .
ب. والأضغاث وهي لا تنذر بشيء ، وهي أنواع
:
الأول : تلاعب الشيطان ليحزن الرائي كأن يرى أنه قطع رأسه وهو يتبعه ،
أو رأى أنه واقع في هَوْل ولا يجد من ينجده ، ونحو ذلك
.
والثاني : أن يرى أن بعض الملائكة تأمره أن يفعل المحرمات مثلا ،
ونحوه من المحال عقلاً.
الثالث : أن يرى ما تتحدث به نفسه في اليقظة أو يتمناه؛ فيراه كما هو
في المنام ، وكذا رؤية ما جرت به عادته في اليقظة ، أو ما يغلب على مزاجه، ويقع عن
المستقبل غالبا وعن الحال كثيراً وعن الماضي قليلاً
.
انظر : " فتح الباري
"12
/ 352
- 354
ماذا تعمل عند رؤيتك رؤيا تحبها أو تكرهها:
عن
أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إذا
رأى أحدكم رؤيا يحبها : فإنما هي من الله ، فليحمد الله عليها ، وليحدِّث بها ،
وإذا رأى غير ذلك مما يكره : فإنما هي من الشيطان ، فليستعذ من شرها ولا يذكرها
لأحد فإنها لا تضره " . رواه البخاري ( 6584 ) ومسلم 5862
- وعن أبي قتادة قال ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " الرؤيا
الصالحة من الله ، والحلُم من الشيطان ، فمَن رأى شيئا يكرهه فلينفث عن شماله
ثلاثا وليتعوذ من الشيطان فإنها لا تضره".
رواه البخاري (6594) ومسلم 5862
.
والنفث : نفخ لطيف لا ريق معه
.
- وعن جابر رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "
إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثاً ، وليستعذ بالله من الشيطان
ثلاثاً ، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه
" .
رواه مسلم 5864
قال ابن حجر :
فحاصل ما ذكر من أدب الرؤيا الصالحة ثلاثة أشياء :
أ . أن يحمد الله عليها .ب . وأن يستبشر بها .
ج. وأن يتحدث بها لكن لمن يحب دون من يكره .
وحاصل ما ذكر من أدب الرؤيا المكروهة أربعة أشياء :
أ . أن يتعوذ بالله من شرها .ب . ومن شر الشيطان .
ج . وأن يتفل حين يهب من نومه عن يساره ثلاثا .
د . ولا يذكرها لأحد أصلاً .
هـ. ووقع ( في البخاري ) في باب القيد في المنام عن أبي هريرة خامسة وهي الصلاة؛ ولفظه: فمن رأى شيئا يكرهه فلا يقصّه على أحد وليقم فليصلّ، ووصله الإمام مسلم في صحيحه .
و. وزاد مسلم سادسة وهي : التحوّل من جنبه الذي كان عليه .....
وفي الجملة فتكمل الآداب ستة ، الأربعة الماضية ، وصلاة ركعتين مثلا والتحوّل عن جنبه إلى النوم على ظهره مثلا .
انظر : " فتح الباري " 12 / 370
وفي
حديث أبي رزين عند الترمذي ولا يقصها إلا على وادٍّ بتشديد الدال اسم فاعل من
الوُدّ أو ذي رأي وفي أخرى ولا يحدِّث بها إلا لبيبا أو حبيبا وفي أخرى ولا يقص
الرؤيا إلا على عالم أو ناصح، قال القاضي أبو بكر بن العربي أما العالم فإنه
يؤولها له على الخير مهما أمكنه وأما الناصح فإنه يرشده إلى ما ينفعه ويعينه عليه
وأما اللبيب وهو العارف بتأويلها فإنه يعْلِمه بما يعوّل عليه في ذلك أو يسكت وأما
الحبيب فان عرف خيرا قاله وإن جهل أو شكّ سكت
.
انظر : " فتح الباري
" 12 / 369 .
تعليقات
إرسال تعليق