بسم الله الرحمن الرحيم
النية وشأنها في التقوى
النية النهوض، يقال في اللغة. ناء ينوء، أي نهض ينهض،
فالقلب يرتحل إلى الله عز وجل.
روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن النية، وفي شأن التقوى؛ عن أبي كبشة الأنصاري رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أحدثكم حديثا فاحفظوه، إنما الدنيا أربعة نفر: عبد رزقه الله عز وجل فيها مالا وعلما، فهو يتقي الله عز وجل، ويصل رحمه فيه، ويعطي الله عز وجل منه حقه، فهو بأفضل المنازل. وعبد رزقه الله عز وجل علما، ولم يرزقه مالا، فهو صادق النية، يقول: لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان، فأجرهما سواء. وعبد رزقه الله عز وجل مالا، ولم يرزقه علما، فهو يتخبط في ماله بغير علم، فلا يتقي فيه ربا، ولا يصل فيه رحما، ولا يعلم لله فيه حقا، فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه الله عز وجل مالا ولا علما، فهو يقول: لو أن لي مالا عملت بعمل فلان، فهو بنيته، فوزرهما سواء.
حدثنا الفضل بن محمد، حدثنا زريق بن الورد الرقي، حدثنا
أسلم بن سالم، عن عبد الغفار بن ميمون، عن عبد الملك الجزري، قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (من ترك الصلاة في الصف الأول مخافة أن يؤذي مسلماً أو يزاحم
أحداً، فصلى في الصف الثاني أو الثالث، أضعف الله عز وجل أجره على من صلى في الصف
الأول). فهذا بعقله نال زيادة الثواب على الصف الأول، فهذا تفسير: (إنما أجزي الناس على قدر عقولهم). ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما يروى عنه
(لا يعجبنكم إسلام رجل حتى تعلموا ما عُقدة عقله).
من كتاب رياضة النفس للحكيم الترمذي
تعليقات
إرسال تعليق